السعودية تدعم الإعلام والتعليم- رؤية طموحة وإنجازات عالمية

أكد وزير الإعلام، الأستاذ سلمان الدوسري، على الأهمية البالغة لتأسيس كيان إعلامي سعودي رفيع المستوى، قادر على مواكبة النهضة الرياضية الشاملة والخطوات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع الحيوي. وأشار إلى أن قنوات "ثمانية"، التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، قد حققت بالفعل إنجازات مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وفي سياق حديثه خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الدوري، الذي انعقد في الرياض بمشاركة معالي وزير التعليم، الأستاذ يوسف البنيان، صرح الدوسري قائلاً: "نحن ندعم قنوات "ثمانية" كما ندعم أي مؤسسة سعودية أخرى. من الطبيعي أن تواجه المشاريع تحديات جمّة، ولكن هذه المنصة الإعلامية تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، وستشهد تطورًا ملحوظًا. إن العقد الممتد لستة مواسم سيضع أمامها مسؤوليات كبيرة، وأدعو الجميع إلى تقديم الدعم والمساندة لها. ومع مرور الوقت، ستكتسب خبرات متراكمة تعزز من نموها وازدهارها".
وأردف الدوسري قائلاً: "أتفهم تمامًا المخاوف والانتقادات، فالمتابع الرياضي السعودي يتمتع بحس نقدي رفيع. إن التطورات الهائلة التي حققتها وزارة الرياضة في المشروع الرياضي تستحق تقديرًا خاصًا، وتستدعي وجود نقل تلفزيوني على مستوى عالٍ من الجودة والاحترافية".
كما أشار وزير الإعلام خلال المؤتمر إلى أن "المملكة العربية السعودية لا تكتفي بخلق الفرص، بل تعمل جاهدة على تمكينها وتذليل العقبات أمامها. فاليوم، لدينا ما يقرب من 1.7 مليون سجل تجاري، وتحتل المملكة المرتبة 23 عالميًا في تقرير منظومة الشركات العالمية. كما أن هنالك 5 شركات سعودية واعدة، لديها القدرة على التحول إلى شركات بمليارات الريالات. لقد حقق البرنامج السعودي لجذب المقرات الإقليمية نجاحًا باهرًا، حيث تمكن من استقطاب أكثر من 614 شركة إلى المملكة، متجاوزًا بذلك الهدف الطموح الذي وضعته الرؤية، والذي كان يهدف إلى الوصول إلى 500 شركة قبل عام 2030".
وأوضح الدوسري أن "عدد المصانع قد ارتفع من 7200 مصنعًا إلى 12480 مصنعًا، مع حجم استثمارات صناعية ضخمة تصل إلى 1.2 تريليون ريال. وتصل المنتجات السعودية إلى أكثر من 180 دولة حول العالم، وقدم صندوق التنمية الصناعية قروضًا سخية تصل قيمتها إلى 4.5 مليار ريال. كما قفزت المملكة إلى المركز 23 عالميًا في قطاع التعدين، وتقدر الثروة المعدنية الموجودة في باطن أرضها بقيمة 9.4 تريليون ريال".
وفي سياق المؤتمر، تم الإعلان عن إطلاق برنامج "ابتعاث الإعلام"، وسيتم نشر كافة التفاصيل المتعلقة به في وقت لاحق.
من جهته، كشف وزير التعليم عن إعداد 27 مقررًا رقميًا، بالإضافة إلى ارتفاع تصنيف 32 جامعة سعودية في المؤشر العالمي، حيث قال: "تم إنتاج 27 مقررًا رقميًا متطورًا، وإعادة صياغة 19 كتابًا تفاعليًا، بالإضافة إلى وضع منهج اختياري للأمن السيبراني يستهدف طلاب المرحلة الثانوية".
وأكد أن توحيد إجراءات التقديم في القبول الموحد للجامعات يمثل تجربة متكاملة تهدف إلى توجيه اختيارات الطالب بطريقة دقيقة وعادلة.
وأضاف: "سجلت آخر الإحصاءات ابتعاث أكثر من 3388 طالبًا وطالبة إلى أفضل 200 جامعة مرموقة حول العالم، وارتفع تصنيف 32 جامعة سعودية في التصنيف العالمي لعام 2024. وفي تصنيف QS العالمي، ظهرت 20 جامعة سعودية ضمن قائمة أفضل جامعات العالم".
وتابع وزير التعليم قائلاً: "في المملكة العربية السعودية، لدينا رؤية راسخة لبناء نظام تعليمي متميز ومبتكر، وتعتبر المناهج الدراسية جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية. وقد عملت الوزارة بجد على تطوير المناهج لتكون ركيزة أساسية لقيمنا الوطنية الأصيلة".
وأردف: "نحن حريصون على تطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع المعايير الدولية الرفيعة والتغيرات المتسارعة في هذا المجال، وذلك لضمان أن يكون المنهج متميزًا وشاملاً وقادرًا على تلبية احتياجات الطلاب في عالمنا المتغير. وبفضل الدعم الكبير الذي يقدمه سمو ولي العهد، تم إنشاء المركز الوطني لتطوير المناهج، بهدف إيجاد مركز متخصص ومستقل، وقد أشركنا جميع الشركاء المعنيين في هذه العملية لتطوير منهج معرفي ومهاري وقيمي متكامل. إننا نسعى جاهدين لامتلاك نظام تعليمي سعودي فريد ومتميز، وليس مجرد نسخة مكررة من نظام تعليمي آخر".
واختتم البنيان حديثه قائلاً: "إن دولتنا الحبيبة تتمسك بقيمها النبيلة وهويتها الأصيلة، ونسعى جاهدين لتنسيق المناهج الدراسية مع هذه القيم. كما أننا نولي اهتمامًا بالغًا بالأداء المهني للمعلم، ونسعى باستمرار إلى تطوير مهاراته وقدراته، لتمكينه من نقل هذه القيم إلى الطلاب، فهم خير من يمثل هذه القيم وأهل لنقلها إلى الأجيال القادمة".